تبو الصراحه.. انا نفسي ما فهمت ايش قاعده اكتب
افهموها زي ما تبو
لكنها مجرد مشاعر .. تحتضر
تبغا تفضفض
...
ها قد أتت الليلة الرابعة عشر..
موعدي مع القمر..
كنت قد جهزت مسبقًا قلمي .. وأوراقي
لأكتب شعرًا للبدر المكتمل..
لم أخلف بوعدي.. أتيت إلى النافذة لكنني لم أره
انطفأت الكل النجوم.. واختفى البدر المكتمل
لم يعد هناك أي ضوء ينير
ماذا سأكتب ؟
ضحكت لوحةٌ قريبة بالكاد استطعت رؤية جزء يسير منها
قالت وكل همها السخرية " هل تتصور نفسك فنانًا ؟ إذا كنتَ تريد الكتابة فلم لا تكتب وأنت تتخيل القمر في رأسك المحشو بالغباء؟ "
كيف لي أن أكتب دون أن أرى ما سأكتبه ؟!
ابتلع الصمت صوت اللوحة.. بينما أخذت أنسج خطوطًا خيالية بيضاء
وأتصور نفسي أكتبها على الأوراق الوهمية التي كانت تملأ الغرفة
وحين أنهيت اللوحة الثانية عشر.. ضحكت اللوحة مجددًا
"مات القمر.. ولم يعد ضوءٌ ينير.. ورحلت كل النجوم عزاءً.. وأنت تكتب له ؟"
في الحقيقة.. لم أكتبُ لميت ؟
بل كيف الميتُ يكتب ؟
ماتت مشاعري قبل عدة أيام
لكنها استمرت في كتابة حدادها
ومات القمر..
ليثبت لي أن الحزن في هذا العالم أكبر مما قد أتصور
لكنني يا عزيزتي اللوحة لم أكن أكتب للقمر..
كنت أكتب لكِ.. ولبقية الأحياء..
أصف لكم مشاعر ولحظات الموت التي لن تتخيلوها حتى تمروا بها
حينها ستبقى عالقة في أذهانكم لا تستطيعون نسيانها
حكاية الموت أبشع حكاية يمكن أن يتصورها أي حي
لكنها بالنسبة لميت مثلي مجرد ماضٍ وحاضر ومستقبل
لوحتي العزيزة.. غدًا .. حين يحملوني لكي يواروا علي التراب
لن يبقى لي أي حبيب..
سيبكون عليّ أيامًا.. وربما شهورًا
لكنني سأغدو مجرد ذكرى بعد زمن..
حكايةً يتناقلها الناس فيما بينهم.. قد تثير الشجن أو الضحك
لكنها مجرد ذكرى
لوحتي..
تعبت يداي..
وسئمت انتظار القمر.. لقد مات فعلًا
وسألحقه الآن
وداعًا